أجرينا في موقع يابلادي حوارا مع ثريا لحرش منسقة مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمجلس المستشارين، تحدثت فيه عن الاتفاق الاجتماعي وعن تراجع دور النقابات...
تأتي ذكرى فاتح ماي هذه السنة بعد مرور أيام قليلة على رفض نقابتكم التوقيع على الاتفاق الاجتماعي مع الحكومة؟
نحن سنحتفل بفاتح ماي، والآن الاستعدادات جارية للاحتفال بهذا العيد الأممي للعمال والعاملات، ولكن فاتح ماي هذه السنة يمر في جو من الحزن، بعد حادثة السير التي وقعت في أكادير وأزهقت أرواح العاملات وإضافة إلى حوادث أخرى.
نحن في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل كنا نتمنى أن يكون هذا الاتفاق، بنكهة اتفاق اجتماعي حقيقي بعد سنوات عجاف من عدم الزيادة في الأجور رغم الزيادة الكبيرة في الأسعار.
نحن مع الحوار بطبيعة الحال ومع الاتفاقات، ولكن مع الاتفاقات التي تحقق سلما اجتماعيا حقيقيا، هل بالاتفاق الحالي سوف نحقق سلما اجتماعيا لأن مجموعة من المطالب لازالت عالقة، إذن الناس ستلتجئ إلى الشارع للتعبير.
وفاتح ماي يعتبر فرصة للتعبير عن مطالبنا والتذكير بها وكذا فرصة لعرض حصيلتنا النقابية، وكذا حصيلة الحكومة المغربية، وما قدمته للطبقة العاملة وعموم الشعب المغربي.
ألا تعتدون أنه بخروجكم عما قررته باقي النقابات، ورفضكم التوقيع على الاتفاق الاجتماعي جعلتم نقابتكم في موقف ضعيف أمام الحكومة؟
النقابات الأخرى اقتنعت بما قدمته الحكومة وذلك من حقهم، ونحن لا نفرض على باقي النقابات التوقيع أو عدم التوقيع، نحن نستجيب لقرارات المجلس الوطني الذي فوض للمكتب التنفيذي مسؤولية الحوار مع الحكومة، ولكن هذا التفويض كان مشروطا بحد أدنى لا يجب التنازل عليه.
نحن نعتبر أن كل نقابة حرة في قراراتها، ونحن نلجأ في قراراتنا لقرارات المجالس الوطنية التي هي في حد ذاتها قرارات للمنخرطين.
في ظل رفضكم للاتفاق الاجتماعي، ما هي خطواتكم المستقبلية؟
بالنسبة لنا في المجلس الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل اتخذنا قرار بالاستمرار في النضال من 20 فبراير (ذكرى 20 فبراير 2011) إلى 20 يونيو (ذكرى انتفاضة 20 يونيو 1981).
إذن تخليدكم لهذا لعيد الشغل لن يأخذ طابعا احتفاليا..
فاتح ماي عيد عمالي وطريقة الاحتفال به مرتبطة بالحصيلة المحققة، عندما تكون مجموعة من المطالب محققة نلجأ إلى أساليب خاصة في الاحتفال كالمهرجانات والاحتفاليات، وعندما يكون هناك غبن ننظم مسيرة نعبر فيها عن المطالب.
هذا العيد لا يجب أن يغيب عن الأذهان لأنه لم يأت صدفة، هو مقترن بكفاحات في تاريخ الطبقة العاملة، ويجب أن نذكر به حتى نذكر بوجود طبقة تشتغل وتنتج القيمة المضافة وتحرك البلاد.
هذا العيد تذكير بالحقوق التي يجب على الحكومة تحقيقها، ونتمنى أن تستمع الحكومة للمطالب المرفوعة كي يتحول هذا العيد إلى احتفال.
ألا تعتقدون أن دور النقابات تراجع بشكل كبير، خصوصا وأنه في كل الاحتجاجات الفئوية الأخيرة تبرز بعض التنسيقيات التي تتحاور مباشرة مع الجهات المختصة، وهو ما يمكن اعتباره تجاوزا للنقابات؟
للأسف...، في الوقت الذي تغيب فيه الوسائط، يظهر مشكل كبير في تأطير مطالب المجتمع، بعض الحكومات في السابق لما بدأت تفتح حوارات مع بعض التنسيقيات، أعطت الضوء الأخضر لتكسير النقابات، وفتحت الباب لأن يصبح الحوار الاجتماعي مع التنسيقيات.
تراجع العمل النقابي والتأطير يقاس كذلك بهامش الحرية النقابية، هناك مشكل كبير في حرية التعبير، لأنه في عهد الحكومة الحالية كانت هناك محاكمات لعمال وكذلك لقيادات نقابية من أجل دفعها إلى تغيير مواقفها.
ما نخشاه في العمل النقابي، هي أن تسقط هذه التنسيقيات أو ما يمكن أن نسميه بالتعبيرات الاجتماعية في الشعبوية.
نحن نخشى من بعض الأساليب. التعبير عن الرأي وعن المطالب هو شيء مطلوب لكن يجب أن يكون مؤسسا ومبنيا على مجموعة من القواعد أهمها الحوار، لكن عندما تصبح هذه المطالب غير مؤسسة وغير مقننة هو ما نخشاه وما يخشاه العالم، يحصل ما لا يحمد عقباه، نحن لا نريد مثلا أن تكون هناك تعبيرات مثل ما حدث في فرنسا وأقصد هنا السترات الصفراء.